الجدل حول السابع من اكتوبر وصندوق الانتخابات طريقنا للخلاص الوطني

الأربعاء، 17 ديسمبر 2025 10:15 م

خالد ابو شرخ

خالد ابو شرخ

بقلم خالد ابو شرخ

الجدل حول السابع من اكتوبر
هل كان قرارا صائبا ام خطأ فادحا
لن يحسم بالصراخ
ولا بالتخوين
ولا بادارة الظهر للحقيقة

هذه ليست معركة روايات
بل معركة مصير
لان الاوطان لا تدار بالعاطفة وحدها
ولا تبنى بالقرارات الاحادية
بل بارادة شعب واعي حر
يعرف متى يختار
ومتى يحاسب

السابع من اكتوبر ليس مقدسا ولا ممنوع النقاش
هو حدث وطني كبير
له ما له
وعليه ما عليه
ولا يجوز اختزاله في اصطفاف اعمى
او رفض اعمى
فكلاهما هروب من المسؤولية

الفيصل الوحيد بين الصواب والخطأ
بين التفويض والمغامرة
بين الشرعية والفوضى
هو صندوق الانتخابات

صندوق الانتخابات ليس اجراء تقنيا
بل ساحة اشتباك وطني راقي
فيه تقاس الثقة
وتمنح الشرعية
وتسحب
وفيه ينتصر الشعب
لا الفصيل
والوطن
لا السلاح المنفلت من المحاسبة

حين يحتكم الشعب
يسقط منطق الغلبة
وينتهي حكم الامر الواقع
وتستعاد السياسة من فوهة البندقية
الى يد المواطن
صاحب الدم
وصاحب الارض
وصاحب الحق

لا يمكن لشعب يرزح تحت الاحتلال
ويواجه حرب ابادة
ان يسمح بانقسامه الداخلي
فالشرذمة ليست خلافا سياسيا
بل نزيف وطني مفتوح
وهدية مجانية للعدو
الذي لا يفرق بين فصيل وآخر
بل يرى فينا جميعا هدفا واحدا

الوحدة الوطنية
ليست شعارا عاطفيا
ولا صورة موسمية
بل عقد سياسي واخلاقي
يقوم على الشراكة
والمساءلة
والاحتكام لارادة الناس

والاهم ان الوحدة الوطنية
هي الشرط الاساسي لاعمار غزة
وبناء ما دمره الاحتلال
والاستجابة لجراح حرب الابادة
فلا يمكن لارادة فردية او فصيلية
ان تعيد الحياة لمدن وقرى وبيوت شعب باكمله

السابع من اكتوبر
وما سبقه وما تلاه
يجب ان يخضع لنقاش وطني شامل
شجاع
بلا تخوين
وبلا قداسة زائفة
تحت سقف الوطن
وعبر صندوق واحد
لا عبر الشارع
ولا عبر الدم الفلسطيني

نختلف
نحتدم
نحاسب
لكن لا نكسر بعضنا
ولا نحرق مستقبلنا
ولا نحول دماء الشهداء
الى ادوات في صراع داخلي

الديمقراطية ليست ترفا تحت الاحتلال
بل سلاح وطني في وجهه
والانتخابات ليست تنازلا
بل استعادة للقرار الوطني
من الفصائل الى الشعب
ومن القوة الى الشرعية

ان الاوان
لانهاء سياسة فرض الامر الواقع
وافتتاح الطريق امام عقد وطني جديد
يقوده صندوق الانتخابات
لا منطق السلاح
ولا منطق العصبية

اما شراكة وطنية حقيقية
واما استمرار الانقسام
واما دولة قادمة بارادة شعبها
او وطن مستنزف بصراعاته الداخلية

صندوق الانتخابات
ليس خطرا على المقاومة
بل حمايتها
وليس تهديدا للوطن
بل شرط نجاته
وليس فقط طريق القرار
بل بوابة لاعادة اعمار ما دمره الاحتلال
والاستجابة لجراح شعبنا
والتحول من ضحايا حرب ابادة الى صناع مستقبل قوي
الخلاص الوطني ممكن حين تكون الوحدة ارادة وصندوق الانتخابات وسيلة

search