إسرائيل تحذر من تعاظم قدرات "حزب الله": لا مكان سيكون محصنا إذا استمر في تعزيز قوته

الثلاثاء، 04 نوفمبر 2025 09:39 ص

صورة أرشيفية

صورة أرشيفية

أفادت صحيفة "هآرتس" بأن مسؤولين كبارا في الجيش الإسرائيلي حذروا من أن "حزب الله" يكثف جهوده لإعادة بناء قواته، وهو ما قد يدفع إسرائيل إلى توسيع عملياتها ضد الحزب.

وأشار المسؤولون إلى أن هذه التطورات قد تؤدي إلى تصعيد أوسع، إلا أن الجيش يرى في الوقت الراهن أن نشاط الحزب يتركز شمال نهر الليطاني فقط، وليس بالقرب من الحدود الإسرائيلية.

وقال مسؤولو الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية إن "حزب الله" يعمل منذ أسابيع على تعزيز قدراته العسكرية ومكانته داخل لبنان، موضحين أنهم قدموا أدلة حول هذه التحركات للإدارة الأمريكية وللمسؤولين المشرفين على تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار.

وأكدت مصادر استخباراتية أجنبية أن الحزب نجح جزئيا في إعادة إنشاء شبكات إمداده، وتلقى شحنات أسلحة من إيران عبر العراق وسوريا، مشيرة إلى أن وتيرة إعادة التسلح لدى "حزب الله" تفوق جهود الجيش اللبناني لنزع سلاحه.

كما أوضح مسؤولون عسكريون إسرائيليون أن الجيش اللبناني يتجنب مواجهة مقاتلي الحزب ولا يتخذ إجراءات جادة لمنع إعادة بنائه.

وقال مسؤولون في وزارة الدفاع الإسرائيلية إن الحزب تلقى ضربة قوية تمنعه من العودة إلى القتال حاليا، إلا أن جهود إعادة البناء تهدف إلى الحفاظ على مكانته الداخلية وردع الحكومة اللبنانية.

ونقل عن مسؤول دفاعي قوله إنه لا يستبعد أن يكون الحزب يركز على أهداف سياسية داخلية، مضيفا: "إن الموقف الأمني لإسرائيل تغيّر منذ السابع من أكتوبر، وسنواصل التحرك ضد أي تهديد يظهر، بغض النظر عن دوافع العدو".

وأعرب السفير الأمريكي لدى تركيا والمبعوث إلى سوريا، توم باراك، الذي يضطلع أيضا بمهمة مؤقتة في لبنان، عن قلقه من بطء عملية نزع سلاح الحزب، داعيا إلى حصر السلاح بيد الحكومة اللبنانية.

وقال باراك إن إسرائيل تواصل قصف جنوب لبنان لأن "آلاف الصواريخ والقذائف" لا تزال هناك وتشكل تهديداً مباشرا، لكنه أقر بأنه "ليس من المنطقي مطالبة لبنان بنزع سلاح أحد أحزابه بالقوة، فالجميع يخشون اندلاع حرب أهلية".

وقال مسؤول دفاعي إسرائيلي إن تصريحات باراك لم تأت من فراغ، مؤكدا أن لدى إسرائيل أدلة على أن الحزب ينتهك اتفاق وقف إطلاق النار. وأوضح أن "حزب الله" يركز حاليا على إعادة إنشاء طرق تهريب الأسلحة إلى لبنان.

وأشار التقرير إلى أن الرقابة الأمريكية على سوريا وحرية الحركة التي يتمتع بها الجيش الإسرائيلي تجعل من الصعب تهريب الأسلحة، وتحد من كمية الأسلحة التي تمكن الحزب من إدخالها إلى لبنان. وأوضح أن الجيش الإسرائيلي ينتشر في خمس نقاط على طول الحدود وينفذ عمليات يومية داخل الأراضي اللبنانية.

ووفقا لتقارير أجنبية، تنفذ بعض هذه العمليات بواسطة قوات على الأرض، وقد أسفرت حتى الآن عن مقتل نحو 400 من عناصر "حزب الله" وتدمير عشرات الأهداف والبنى التحتية التابعة له.

وأكد التقرير أن الجيش الإسرائيلي يعمل شمال نهر الليطاني بالتنسيق مع الولايات المتحدة، التي تسعى للحفاظ على اتفاق وقف إطلاق النار ومنع تدهور الوضع السياسي في لبنان.

واتهمت مصادر لبنانية، إسرائيل بتكثيف هجماتها وبأن تصريحات مسؤوليها التصعيدية تهدف إلى الضغط على الحكومة اللبنانية لفتح مفاوضات دبلوماسية. وأكدت هذه المصادر لصحيفة "هآرتس" أن إسرائيل تسعى لإبرام أي اتفاق مع بيروت في أسرع وقت ممكن.

وقال ضابط لبناني سابق للصحيفة إنه لا أحد يتوقع أن يبادر "حزب الله" إلى شن هجوم ضد إسرائيل في المستقبل المنظور، رغم التقارير التي تتحدث عن مساعيه لإعادة التسلح.

search