صناعة الشحن البحري تلجأ للذكاء الاصطناعي لمواجهة تصاعد حرائق السفن

الأربعاء، 17 سبتمبر 2025 03:11 م

صورة أرشيفية

صورة أرشيفية

هرولت صناعة الشحن البحري العالمية إلى الذكاء الاصطناعي للسعي إلى مواجهة التصاعد المستمر للحرائق القاتلة التي تصيب السفن والشاحنات في البحر، التي بلغ عددها في 2024 رقما قياسياً في عقد كامل، بسبب ازدياد أعداد الشاحنات والناقلات البحرية التي تحتوي على بطاريات وغيرها من المواد القابلة للاشتعال.

وقال "مجلس الشحن العالمي"، في تقرير، إن إخفاق وكلاء الشحن في الكشف عن السلع الخطرة- سواء بصورة تلقائية أو لتجنب الرسوم المرتفعة لنقل الشحنات الخطرة- كان السبب الأكبر لارتفاع معدلات الحرائق.

وتتولى الأداة الجديدة المدعومة بالذكاء الاصطناعي فحص ملايين الحجوزات بصورة آنية، باستخدام تقنيات التعرف على الأنماط والخوارزميات لتحديد المخاطر. وسيتم إبلاغ شركات الشحن بهذه المخاطر لإجراء عمليات تفتيش فعلية عند الضرورة.

وأعلن المدير التنفيذي للمجلس العالمي للشحن، جوي كراميك، عن النموذج الجديد في بداية مهرجان "أسبوع الشحن الدولي"، الذي انطلق الاثنين في لندن ويختتم فعالياته اليوم الأربعاء، مضيفاً أن شركات الشحن، التي تمثل نحو 70% من طاقة شحن الحاويات العالمية، قد اختارت الانضمام.

وتابع قائلاً "لقدد شهدنا الكثير من الحوادث المأساوية حيث تسبب سوء الإعلان عن الشحنة إلى اندلاع حرائق كارثية، من بينها خسائر في الأرواح".

ولاقت مبادرة الاستعانة بتقنيات الذكاء الاصطناعي ترحيباً من جانب صناعة التأمين البحري. وقالت المجموعة الدولية "بي & آي كلبس"، التي تقدم التزامات لتغطية نحو 90 في المائة من حجم الأطنان التي تجوب المحيط عالمياً، إنها تدعم هذا النموذج وحثت على ضرورة "التوسع في استخدامه في أرجاء قطاع الشحن بالحاويات".

وكشفت مراجعة أمان الشحن البحري، أعدتها شركة "أوليانز" في عام 2025، أن حالات اندلاع الحرائق عبر جميع أنواع السفن والحاويات سجلت رقماً قياسياً في عام 2024 لم يسجل خلال عقد كامل، وكانت الشحنات التي لم يتم الإعلان عنها بشكل صحيح "مصدر القلق الأكبر" بين شركات النقل.

كما حذرت من أن زيادة أحجام سفن الحاويات جعل من الصعوبة بمكان مكافحة الحرائق المندلعة، وقد تصاعدت المخاطر مع زيادة الانتقال إلى استخدام الكهرباء بدلاً من الوقود الأحفوري، إذ أن الطلب على بطاريات الليثيوم المتأين يتوقع أن يزداد بأكثر من الضعف بحلول عام 2030 ليصل إلى 322 مليار دولار.

وأفاد تقرير "أوليانز" بأن "الحرائق الأخيرة التي اندلعت في مرافق البطاريات سلطت الضوء على المخاطر المحتملة على الصناعة، فيما تتصاعد المخاوف في قطاع النقل البحري، مع وقوع حوادث على سفن في البحر وفي موانئ الولايات المتحدة وكندا".

ومن المقرر أن يشهد الشهر المقبل تصويتاً تجريه "المنظمة البحرية الدولية" بشأن خطة مثيرة للجدل حول إنشاء آلية عالمية لتسعير الكربون في مجال الشحن. وقد لاقت مسودة الاتفاق بشأن فرض رسوم على السفن التي لا تلتزم بمعايير الانبعاثات العالمية، موافقة في أبريل الماضي من أغلبية المنظمة التي يبلغ عدد أعضائها 175 دولة، لكنها تواجه معارضة شديدة من الولايات المتحدة.

search