استشاري صحة نفسية تحذر من أنماط تربوية متوارثة تؤثر سلبا على الأطفال

الثلاثاء، 16 سبتمبر 2025 09:09 م

صورة أرشيفية

صورة أرشيفية

قالت الدكتورة شيماء طلخان، استشاري الصحة النفسية والإرشاد الأسري، إن من أبرز المؤشرات التي يجب على الأهل الانتباه لها لتجنب تكرار أنماط تربوية سلبية عاشوها في طفولتهم، هو البدء في استخدام نفس العبارات التي كانت تُقال لهم في صغرهم، مثل المقارنة بين الأطفال، أو إطلاق أوصاف سلبية كـ "أنت مش بتفهم" أو "هتطلع فاشل".

 وأوضحت استشاري الصحة النفسية والإرشاد الأسري، خلال حوار مع الإعلامية مروة شتلة، ببرنامج "البيت"، المذاع على قناة الناس، اليوم الثلاثاء، أن هذه العبارات وإن كان المقصود منها أحيانًا التحفيز، إلا أن أثرها النفسي مدمر، وأنها في الغالب ناتجة عن أنماط متوارثة يجب كسرها.

وأكدت أن تكرار هذه الأنماط بدون وعي يؤدي إلى بقاء سلسلة تربوية خاطئة مستمرة عبر الأجيال، مشددة على أهمية وعي الأهل بأن ما يُقال أمام الأطفال يُخزن في الذاكرة ويعاد إنتاجه لاحقًا، ليس فقط في الحديث، بل في طريقة التعامل مع الآخرين، بما في ذلك أبناؤهم مستقبلًا.

وأشارت إلى دراسة أجرتها الجمعية الأمريكية لعلم النفس عام 2020، أظهرت أن الأطفال الذين يتعرضون للعنف، سواء الجسدي أو اللفظي، معرضون بنسبة 25% أكثر من غيرهم للإصابة بالاكتئاب والقلق عند الكبر، موضحة أن هذا الأثر النفسي قد ينعكس أيضًا على أسلوب تربية هؤلاء الأطفال لأبنائهم في المستقبل، مما يعزز أهمية التدخل المبكر وتعديل السلوك التربوي.

كما تناولت أثر اللغة والمحتوى المتداول داخل المنزل، لأن الأطفال يكتسبون اللغة والعبارات من البيئة المحيطة بهم، وأن تكرار بعض الألفاظ، حتى دون وعي، يعكس النمط السائد في الأسرة، موضحة أن التحدي الأكبر الآن هو أن "ما يُقال خارج البيت أصبح يُقال داخل البيت"، ليس من الأب أو الأم، وإنما من خلال الأجهزة الذكية والمحتوى غير المُراقب على الإنترنت، مما يتطلب وعياً ورقابة أكبر من الأهل.

وأكدت على أهمية وجود علاقة قوية بين الأهل والأبناء، ومعرفة الدوائر الاجتماعية التي يتفاعل معها الطفل، سواء في المدرسة أو النادي أو عبر الإنترنت، مشددة على أن التربية لم تعد مسؤولية فردية، بل أصبحت تتطلب تواصلاً وتعاوناً مستمراً بين الأسرة والمدرسة والمجتمع ككل.

search