"نارمر".. عرض يستلهم رحلة توحيد القطرين وبدايات الهوية المصرية في مهرجان فرق الأقاليم

شهد مسرح قصر ثقافة روض الفرج، عرض مسرحية "نارمر" لفرقة قومية المنوفية، ضمن فعاليات المهرجان الختامي لفرق الأقاليم المسرحية في دورته السابعة والأربعين، الذي تنظمه الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة اللواء خالد اللبان، في إطار برامج وزارة الثقافة.

المسرحية من تأليف وإخراج محمود السبروت، وتتناول مرحلة ما قبل توحيد القطرين، من خلال قصة الملك "مينا" والملك "العقرب" والظروف السياسية والاجتماعية التي مهدت لقيام أول دولة مركزية في التاريخ المصري القديم.

أوضح المخرج المنفذ علي النعماني أن العرض يبدأ من العصر السابق لعصر الأسرات، حيث يحكم الملك العقرب مصر، إلى أن يظهر حاكم ظالم يدعى "قا" يقسم البلاد إلى شمال وجنوب، فتنتشر المجاعات والظلم والموت. ويتم إعداد "مينا" لاستعادة وحدة البلاد، ويقوم بقتل "قا" وتوحيد القطرين، لتبدأ بذلك الحضارة المصرية القديمة.

أضاف النعماني أن النص يتناول هذه المرحلة التاريخية برؤية إنسانية وديناميكية، حيث يبرز كيف كان المصريون يعيشون ويتفاعلون في هذه الفترة، كما يرد على الحملات الثقافية التي تسعى لطمس هوية مصر القديمة ونسبها إلى حضارات أخرى، من خلال إشارة معاصرة بين الجد "مينا" وحفيده الذي يعيش في الزمن الحاضر، ليؤكد أن المصريين لا يزالون يرتبطون بأرضهم ويعيشون من أجلها.

من جهته، أوضح محمد سعد مصمم الديكور أن العرض اعتمد على قطع ديكور تعبيرية وفانتازية، تبرز رموز مملكتي الشمال والجنوب، وتم توظيف موتيف العقرب كدلالة على الملك العقرب.

وأشار عز حلمي، مهندس الإضاءة، إلى استخدام أساليب إضاءة مستوحاة من الطابع المصري القديم، حيث تتغير الألوان والزوايا وفقا لطبيعة المشهد، ما بين مشاهد السحر والحروب، مع استخدام تقنيات إضاءة سينمائية تضيف أبعادا بصرية مميزة للمسرح.

وتحدثت أماني عباس دور "زيديا"، التي تربت على يد الملك العقرب لكنها تنقلب عليه وتسعى وراء مطامعها بالتحالف مع "قا"، فتستخدم السحر وتواجه "مينا"، لكنها تختفي تماما بعد هزيمتهما وانتصار مينا.

أما أحمد رجب فأشار أنه يقدم شخصية "مينا العجوز"، الراوي الذي يستعرض كفاحه من أجل توحيد القطرين، ويوجه رسالة للأجيال الجديدة بالحفاظ على الأرض التي رويت بدماء الأجداد.

العمل من استعراضات يوسف مجدي، تأليف موسيقي زياد هجرس، ديكور وملابس محمد سعد، إضاءة عز حلمي، تنفيذ ملابس آلاء عاطف، تنفيذ ديكور محمد الخولي وساندي إسلام، مخرج مساعد هلا جابر، مساعد مخرج تميم حجازي، مخرج منفذ علي النعماني.

وقد شارك في العرض: أحمد عباس، أحمد رجب، أسامة محفوظ، مصطفى توفيق، أماني عباس، نهلة جمال، محمد عاطف غزال، يوسف مجدي، هالة بدر، أحمد شوقي، محمد خالد، عبدالله رضا، عيد جمال، جرجس صبري، راندة هاني، هاجر إبراهيم، حبيبة أحمد.

كما شارك: محمد عماد، عبد الرحمن سليمان، عبد الرحمن عماد، محمود تركي، أحمد علام، وحيد أحمد، دنيا محمد، عبد الرحمن عبد الفتاح، عبد الرحمن موسى، عبد الرحمن عبد المنصف، منة حاتم، هلا أحمد، أحمد إسماعيل، إبراهيم كمال، عبد الرحمن محمد، بالإضافة إلى الأطفال يحيى الصعيدي، لارا الطويل.

شهد العرض لجنة التحكيم المكونة من الناقد المسرحي د. محمد سمير الخطيب، الموسيقار د. طارق مهران، د. سيد خاطر، مهندس الديكور حازم شبل، والمخرج أحمد البنهاوي.

ويقام المهرجان تحت إشراف الكاتب محمد ناصف، نائب رئيس الهيئة، مدير المهرجان الكاتب سامح عثمان، وينفذ من خلال الإدارة المركزية للشئون الفنية، برئاسة الفنان أحمد الشافعي ويشارك فيه 26 عرضا مسرحيا من إنتاج الإدارة العامة للمسرح، برئاسة سمر الوزير وتقدم عروضه مجانا للجمهور.

وتتواصل فعاليات المهرجان اليوم الجمعة، بالعرض المسرحي "نوباتيا" لفرقة قومية أسوان، تأليف جمال عبد الناصر، وإخراج أحمد الغول، على مسرح السامر بالعجوزة في التاسعة مساء.