نيويورك تايمز: تعليقات ترامب بشأن غزة تعكس عزلة إسرائيل المتزايدة

رأت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن تعليقات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن غزة تعكس عزلة إسرائيل المتزايدة.
وذكرت الصحيفة، في تحليل نشرته اليوم، أنه لأشهر تردد أقوى حلفاء إسرائيل في الانضمام إلى موجة الاستنكار العالمية للحرب. والآن، يبدو أنه حتى إدارة ترامب بدأت تفقد صبرها تجاه إسرائيل.
وقالت الصحيفة إنه خلال أكثر من 18 شهرا من الحرب في غزة، واجهت إسرائيل انتقادات شديدة من القادة الأجانب ومنظمات الإغاثة، لكنها نادرا ما واجهت استنكارا علنيا مستمرا، أو عواقب ملموسة، من حلفائها المقربين. 
غير أنه في الأسابيع الأخيرة، أصبح شركاء مثل الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا أكثر استعدادا لممارسة ضغوط علنية على إسرائيل، بلغت ذروتها بدعوة ترامب أمس الأول الأحد إلى وقف الحرب "في أسرع وقت ممكن".
وبحسب الصحيفة، تتناقض هذه التعليقات مع الموقف العلني الذي اتخذه ترامب عند توليه منصبه في يناير الماضي، عندما حمل حماس مسؤولية استمرار الحرب بدلا من إسرائيل، كما حرص على إظهار جبهة موحدة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وأشارت النيويورك تايمز إلى أن تعليقات ترامب الأخيرة جاءت قبل ساعات من توجيه الحكومة الألمانية، الداعمة لإسرائيل عادة، انتقادات حادة على نحو غير معتاد لتوسيع إسرائيل نطاق هجماتها على غزة. وقال فريدريش ميرز، المستشار الألماني الجديد: "ما الذي يفعله الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة الآن - بصراحة لا أفهم ما هو الهدف من التسبب في مثل هذه المعاناة للسكان المدنيين".
وقالت الصحيفة إن هذا التحول الألماني جاء بعد أيام من تدخل مشابه من الحكومة الإيطالية اليمينية، وهي حليف آخر لإسرائيل تجنب سابقا مثل هذه الإدانة الشديدة لها. وقال أنطونيو تاياني، وزير الخارجية الإيطالي: "يجب على نتنياهو وقف الغارات على غزة".
وبدورها، جاءت هذه التعليقات في أعقاب جهد منسق بين بريطانيا وكندا وفرنسا لانتقاد قرار إسرائيل توسيع نطاق عملياتها في غزة، وفقا للصحيفة.
ومنذ ذلك الحين، علقت بريطانيا المفاوضات التجارية مع إسرائيل. وفي سياق منفصل، تُنظم فرنسا مؤتمرا، سيُعقد الشهر المقبل بالشراكة مع المملكة العربية السعودية، لمناقشة إقامة دولة فلسطينية - وهي نتيجة تعهد نتنياهو بمعارضتها.
ورأت الصحيفة أن التحول في نبرة رسائل هذه الدول لإسرائيل، إلى جانب بعض القيود العملية البسيطة على المصالح الإسرائيلية، يشير إلى أن أقوى شركاء إسرائيل بدأوا يفقدون صبرهم تجاه نتنياهو.
وقالت إنه حتى الآن، تبدو إسرائيل ثابتة. فقد صرح جدعون ساعر، وزير الخارجية الإسرائيلي، ردا على التهديدات الأوروبية، بأن إسرائيل ستتخذ "إجراءات أحادية الجانب" إذا اتُخذت خطوات أخرى ضدها.
كما ظل السيد نتنياهو متحديا، متهما بريطانيا وكندا وفرنسا "بتشجيع حماس".
غير أنه داخل إسرائيل، اعتُبرت هذه الإجراءات خطوة نحو العزلة الدبلوماسية.
وكتب إيتامار آيشنر، المراسل الدبلوماسي في صحيفة /يديعوت أحرونوت/، أنه "بعد 593 يوما من الحرب، وصلت إسرائيل إلى الحضيض الدبلوماسي: بعض أهم أصدقائها في العالم - بريطانيا العظمى وفرنسا وكندا - أصدروا بيانا يهددها بعقوبات إذا واصلت الحرب في غزة".
وأضاف: "لم يسبق أن صدر بيان كهذا ضد إسرائيل، مما حولها إلى دولة منبوذة. الأمر الأكثر إثارة للقلق هو أن الولايات المتحدة، التي لطالما دافعت عن إسرائيل، التزمت الصمت".