تركي الفيصل يدين تصريحات ترامب بشأن تهجير الفلسطينيين من غزة

أدان السفير السعودي الأسبق لدى الولايات المتحدة وبريطانيا، الأمير تركي الفيصل، تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي أعلن فيها نيته تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة والاستيلاء عليه، واصفًا هذه الخطوة بأنها “تطهير عرقي”.  

في مقابلة مع قناة “العربية” السعودية، ظهر الأمير تركي الفيصل مرتديًا الشال الفلسطيني، وأكد أن ترامب تبنى الموقف الإسرائيلي المتشدد في تصريحاته، ولم يترك مجالًا للتفاوض. وشدد على ثبات الموقف السعودي تجاه القضية الفلسطينية تاريخيًا، موضحًا أن “السعودية تتبع السياسة المتأنية الحكيمة والعقلانية في كل اهتماماتها وأساليبها وطرقها”.

وأضاف: “أتصور ضرورة توافر تجمع أممي الآن تقوده السعودية للوقوف أمام هذا الاتجاه، أي تجاه التطهير العرقي في فلسطين. لا ننسى أن هذا التطهير لا يقع في غزة فحسب، بل في الضفة الغربية”.

وفي مقابلة أخرى مع قناة “سي إن إن” الأمريكية، أكد الأمير تركي الفيصل أن “من الخيال أن نعتقد أن التطهير العرقي في القرن الحادي والعشرين يمكن أن يتسامح معه المجتمع العالمي”، مشددًا على أن “المشكلة في فلسطين ليست الفلسطينيين، بل في الاحتلال الإسرائيلي”.

وأوضح أن “صياغة خطة ترامب تدعي أنها تريد تحسين الواقع، لكنها في الحقيقة تزيد الصراع وإراقة الدماء”.

وتابع الأمير تركي الفيصل: “في أحد تصريحاته الأولى عقب توليه رئاسة الولايات المتحدة، ذكر أنه كان على استعداد للذهاب إلى السعودية. كانت المملكة العربية السعودية على استعداد لاستثمار ما يقرب من 500 مليار دولار في الولايات المتحدة. كما تذكر أن أول دولة زارها في ولايته الأولى كانت السعودية”.

وأضاف: “لذا، إذا جاء إلى هنا، فأنا متأكد من أنه سيتلقى الكثير من الانتقادات من القيادة هنا، ليس بشأن عدم حكمة ما يقترحه فقط، وإنما الظلم الصريح الذي يتجلى حقًا وبشكل كامل في هذا الاقتراح المتعلق بالتطهير العرقي، ليس فقط في غزة، ولكن أيضًا ما يحدث في الضفة الغربية”.

يُذكر أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعلن، في مؤتمر صحفي جمعه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض، عن عزمه الاستيلاء على غزة بعد تهجير كامل سكانه من الفلسطينيين إلى دول أخرى.

ولم يستبعد ترامب إمكانية نشر قوات أمريكية لدعم إعادة إعمار غزة، متوقعًا أن تكون للولايات المتحدة “ملكية طويلة الأمد” في القطاع الفلسطيني.

وفي بيان صدر الأربعاء، جددت السعودية موقفها الثابت بعدم إقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل دون قيام دولة فلسطينية مستقلة، مؤكدة أن “هذا الموقف الثابت ليس محل تفاوض أو مزايدات”، وأنها أبلغت الإدارة الأمريكية الحالية بذلك.