وزير قطاع الأعمال: مشروع تطوير "الغزل والنسيج" كان من أصعب التحديات

قال المهندس محمد شيمي وزير قطاع الأعمال العام إن المشروع القومي لتطوير صناعة الغزل والنسيج في الشركات التابعة للوزارة كان من أصعب التحديات في خطة التطوير والتحديث، وبالفعل تم اتخاذ خطوات جيدة وقفزات ملموسة في مختلف مراحل المشروع الذي يحظى باهتمام كبير من الدولة والقيادة السياسية.

وأضاف شيمي، خلال اللقاء الدوري مع الصحفيين اليوم الثلاثاء، أنه تم الانتهاء من المرحلة الأولى من المشروع و التي اكتملت في ديسمبر 2024، وشملت ثلاثة مصانع بشركة مصر للغزل والنسيج بالمحلة الكبرى، وهي مصنع غزل (1) الأكبر من نوعه عالميا، ومصنع غزل (4)، ومصنع تحضيرات النسيج (1)، إلى جانب تشغيل محطة كهرباء جديدة تمثل عنصرا محوريا في دعم استدامة التشغيل وضمان كفاءة استخدام الطاقة.

وأكد أن المرحلة الثانية من المشروع سيتم الانتهاء منها في يناير المقبل استعداداً للتشغيل، والتي تضم أربعة مصانع جديدة بشركة غزل المحلة، تشمل مصنع غزل (6)، تحضيرات النسيج (2)، مجمع النسيج، ومجمع الصباغة، بما يحقق الاكتمال الشامل لأعمال التطوير بشركة المحلة. و مصنع غزل (2) الجديد بشركة مصر شبين الكوم للغزل والنسيج، والذي تم الانتهاء من تنفيذه ودخل حاليا مرحلة التشغيل التجريبي.

وأشار إلى أن المرحلة الثالثة والأخيرة من المشروع والتي تشمل باقي الشركات، فقد شهدت نسب إنجاز ومعدلات تنفيذ جادة، فضلا على الالتزام بالجداول الزمنية للانتهاء من الأعمال المتبقية، بما يضمن دخول جميع الطاقات الإنتاجية المخططة إلى الخدمة في التوقيتات المحددة.

وأشار إلى أن وزارة قطاع الأعمال تولي دائما اهتماما بالغا بتعزيز فرص الاستثمار المشترك وبناء شراكات استراتيجية فاعلة لتحقيق أقصى استفادة ممكنة من شركاتها التي تشكل أحد الدعائم الرئيسية للاقتصاد الوطني، حيث تضم الوزارة 8 شركات قابضة للصناعات المعدنية والكيماوية والأدوية والغزل والنسيج والسياحة والفنادق والتشييد والتعمير، يتبعها 63 شركة تابعة، إلى جانب المساهمة في رؤوس أموال 106 شركات مشتركة في قطاعات إنتاجية وخدمية متنوعة، وذلك في إطار استراتيجي يستند إلى رؤية مصر 2030 وبرنامج عمل الحكومة ووثيقة سياسة ملكية الدولة.

ولفت إلى أن المشروع القومي للغزل والنسيج يمتد على مستوى الجمهورية داخل 7 محافظات، وعلى مساحة إجمالية تقترب من مليون متر مربع، من خلال 7 شركات كبرى هي: مصر للغزل والنسيج بالمحلة الكبرى، مصر للغزل والنسيج وصباغي البيضا بكفر الدوار، مصر شبين الكوم للغزل والنسيج، الدقهلية للغزل والنسيج، دمياط للغزل والنسيج، الوجه القبلي للغزل والنسيج بالمنيا، وحلوان للغزل والنسيج. ويشمل المشروع في مجمله نحو 60 مصنعا ومبنى خدميا ما بين إنشاء وتطوير وإعادة تأهيل.

وبالنسبة للشركة القابضة المعدنية، أعلن وزير قطاع الأعمال أن خطة تطوير وتحديث "الشركة المصرية لبلوكات الأنود الكربونية" ـ التي نجحت مؤخرا في تصدير أول شحنة من الفحم البترولي المكلسن، تستهدف مضاعفة الإنتاج خلال يناير أو فبراير المقبلين، وذلك بعد إعادة تشغيل المصنع في أكتوبر الماضي بعد توقف دام أكثر من عامين، وذلك في إطار تنفيذ استراتيجية الوزارة الهادفة إلى تعظيم الإنتاج وزيادة الصادرات وتعزيز القيمة المضافة ودعم الصناعات الوطنية.

وقال شيمي إن شركة "النصر لصناعة السيارات"، التابعة للشركة القابضة للصناعات المعدنية، تم إعادة تشغيلها في نوفمبر 2024 عقب توقف دام أكثر من 15 عاماً، حيث تحولت الشركة - ولأول مرة منذ عقود - من الخسارة إلى الربحية، و شهد عام 2025 انطلاقة قوية لهذه القلعة الصناعية، خاصة في مصنع الأتوبيس بعد تطوير شامل للبنية التحتية وخطوط الإنتاج، حيث تم إطلاق أتوبيسات "نصر سكاي" السياحية بنسبة مكون محلي وصلت إلى 63.5%، وميني باص "نصر ستار" بمكون محلي يتجاوز 70%. وفي إطار توجه الدولة للطاقة النظيفة، يجري حاليا الإعداد لإطلاق أول أتوبيس وميني باص كهربائي من إنتاج الشركة.

كما شهد مصنع سيارات الركوب الملاكي تطويرا كاملا وتجهيزه بأحدث خطوط الإنتاج العالمية، ويجري حاليا اختبار نماذج إنتاجية جديدة لصالح شركة النصر ولشركات عالمية أخرى، بما يعكس قدرة المصنع على استعادة مكانته الصناعية. وتعمل الشركة حالياً على التوسع بإضافة منتجات جديدة للنقل الخفيف لتلبية احتياجات السوق وتعزيز دورها في الصناعة الوطنية .

وفي قطاع السياحة، أوضح شيمي أنه من أبرز المشروعات الفندقية، مشروع الشركة المصرية العامة للسياحة والفنادق "إيجوث" لتطوير فندق شبرد التاريخي بالشراكة والتعاون مع شركة "ماندارين أورينتال" العالمية وإضافة ملحق جديد (5 نجوم) ويتضمن 300 غرفة والمتوقع الانتهاء منه في منتصف عام 2027 وكذلك مشروع إحياء فندق الكونتيننتال التاريخي بوسط القاهرة (5 نجوم)، مع قرب استكمال إجراءات التعاقد مع شركة إدارة فندقية عالمية، بالإضافة إلى التوسعات الجارية في فندقي أورا بالساحل الشمالي وريتاك كوناي دهب، ومشروع فندق فورسيزونز الأقصر، وتطوير فندق جيت بيتش بالعين السخنة مع رفع تصنيفه إلى أربع نجوم، إلى جانب عدد من المشروعات متعددة الاستخدامات (فندقية – سكنية – تجارية – إدارية) في المحلة الكبرى وبورسعيد والعباسية، بالإضافة إلى مشروع فندقي إداري بميدان المنشية في الإسكندرية وآخر بالقناطر الخيرية.

وأشار إلى استمرار تطوير فندق النيل ريتز كارلتون - المملوك لشركة مصر للفنادق - المطل على نهر النيل وميدان التحرير مع استمرارية التشغيل دون توقف، إلى جانب مشروعات الشركة القابضة الأخرى مثل تشغيل فندق أراكان رأس البر (3 نجوم)، وملحق فندق شتيجنبرجر اللسان بدمياط (5 نجوم)، وتطوير مطعم خان الخليلي بإدارة عالمية. 

كما شهد قطاع السياحة كذلك، مشروعات تحديث شركة مصر للصوت والضوء، بما في ذلك تطوير عرض الصوت والضوء بمعبد الكرنك بالأقصر، واستكمال المرحلة الثانية من تجارب الواقع الافتراضي، ومشروع "القبة الغامرة" بالأقصر، بالإضافة إلى تطوير عرض الصوت والضوء بالأهرامات بالشراكة مع القطاع الخاص. كما تم متابعة أعمال التطوير في منطقة المعمورة بالإسكندرية.

ومن جهة أخرى، قال وزير قطاع الأعمال إن شركات قطاع الأدوية، شهدت خلال الفترة الماضية قفزات هائلة في معدلات تنفيذ مشروعات تطوير الشركات التابعة للشركة القابضة للأدوية، حيث تم الانتهاء من تطوير نحو 97 خط إنتاج من إجمالي 136 خطًا بشركات القابضة، مع الالتزام الكامل بمعايير التصنيع الجيد (GMP)، و هو ما يمثل يمثل أولوية قصوى لتعزيز جودة الدواء المصري وقدرته على المنافسة في الأسواق المحلية والدولية.

كما نجحت شركات "القابضة للادوية" في تسجيل مستحضرات جديدة تتبع خمس مجموعات علاجية متنوعة، إلى جانب تعزيز محفظة المنتجات بمكملات غذائية وفيتامينات، فضلًا عن إعادة إحياء 34 مستحضرًا كانت متوقفة عن الإنتاج، وفتح أسواق جديدة لها، بما يسهم في تلبية احتياجات السوق ودعم الأمن الدوائي.

وبالنسبة لشركة "الدلتا للأسمدة، أشار شيمي إلى أن الشركة كانت متوقفة منذ عام 2020 وكان هناك دراسات لجذب مستثمر لتطوير الشركة ولم تكتمل هذه الخطوة، وتم الاتفاق على وضع خطة للشركة تتضمن مرحلتين ، الأولى الاستمرار في الإنتاج طبقا للقدرات والإمكانات الحالية للشركة ، والمرحلة الثانية البحث عن مستثمرين يمتلكون قدرات تكنولوجية عالية وتنفيذ شراكة معه، وبالفعل تم وضع موازنة للشركة وخطة تستهدف التشغيل في أكتوبر القادم بطاقة إنتاجية نصل إلى 530 ألف طن يوريا سنويا.