عبر معرض الصين الدولي للاستيراد.. التعاون الصيني-الإماراتي يستشرف مستقبلا أكثر إشراقا

 نظمت سلسلة من الفعاليات التجارية والاقتصادية المتعلقة بالتعاون الثنائي بين الصين والإمارات خلال الدورة الثامنة لمعرض الصين الدولي للاستيراد في بلدية شانغهاي، بمشاركة الإمارات كضيف شرف لأول مرة في هذا المعرض الدولي.

وأكد الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان، نائب رئيس ديوان الرئاسة للشؤون التنموية وأسر الشهداء، خلال خطاب ألقاه في مراسم افتتاح المعرض، أن مشاركة دولة الإمارات العربية المتحدة كضيف شرف في المعرض تجسد عمق العلاقات الاستراتيجية التي تجمع بين البلدين، وتعكس حرص الإمارات على تعزيز أواصر التعاون في المجالات الاقتصادية والاستثمارية والتقنية، بما يسهم في دعم التنمية المستدامة وتحقيق الازدهار المشترك.

وفي أول زيارة لها إلى الصين، أعربت أمل خالد عبد الله، وهي مهندسة إماراتية في مجال الميكانيكا من شركة سندان الإماراتية، التي تعد شركة رائدة في التصنيع الذكي تحت مظلة صندوق مبادلة السيادي الإماراتي، عن إعجابها، قائلة إن "المعرض رائع للغاية والصين دولة جميلة وشعبها ودود يتميز بالتسامح الكبير، والعلاقات بين الصين والإمارات قوية وطيبة للغاية من الناحية الدبلوماسية والعملية".

وترى أمل أن المنتجات التي تجتذب الزوار أكثر في جناح شركة سندان هي شخصية "الملك القرد" المشهورة في الصين وعالميا، و"بمجرد النظر إليها نعرف أنها شخصية صينية".

وأضافت أمل "نحن نريد ربط الثقافة الصينية مع الصناعة الإماراتية، لذلك قمنا بطباعة هذا المنتج باستخدام تكنولوجيا الطباعة الثلاثية الأبعاد. ونريد أن نعرف الناس أن تقنية الطباعة الثلاثية الأبعاد هي ليست فقط للاستخدامات العلمية البحتة ولكن أيضا يمكن استخدامها على الصعيد الفني".

وحسب تقديم وانغ شياو تشيان، مديرة إدارة العلاقات الدولية بشركة سندان، تقدم الشركة تقنيات "الذكاء الاصطناعي والطباعة ثلاثية الأبعاد" من خلال عشرة معروضات رائدة في الدورة الثامنة لمعرض الصين الدولي للاستيراد في شانغهاي.

وقالت وانغ "لا يمثل هذا المعرض عرضا مكثفا للتكنولوجيا المتقدمة فحسب، بل هو أيضا ممارسة هامة للتكامل الاستراتيجي والتعاون الإنتاجي بين الصين والدول العربية".

وذكرت وانغ أن شركة سندان قد وقعت عددا من مذكرات التفاهم مع المؤسسات الصينية في مجال الانتاج الذكي خلال منتدى التعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين والإمارات الذي عقد يوم 6 نوفمبر كجزء هام من المعرض.

وحضر كثير من رجال الأعمال الصينيين والأجانب المنتدى الذي استضافته سفارة الإمارات العربية المتحدة لدى الصين ووزارة التجارة الخارجية الإماراتية، للتعرف على المعلومات والسياسات المعنية والمشاركة في التعاون والتبادل الثنائيين.

وتبادل لي تونغ، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة كينون شانغهاي للتكنولوجيا، آراءه في المنتدى مع رجال الأعمال المتخصصين في مجالات الإنتاج الذكي والتكنولوجيا الرقمية والذكاء الاصطناعي حول الفرص التنموية في الصين وخارجها.

وقال لي لمراسل وكالة أنباء شينخوا، "أحرص على منصة مثل معرض الصين الدولي للاستيراد الذي شاركتُ فيه لعدة مرات مما أكسبني خبرات نادرة ومعلومات حديثة مهمة. وقد قمنا بالتعاون مع المؤسسات الإماراتية في مجال الذكاء الاصطناعي وقدمنا بعض الروبوتات الخدمية إلى الفنادق والهيئات الصحية والطبية بالإمارات لتعميم المنتجات وجذب الاستثمار"، مضيفا أن "كل هذه المنجزات ترجع إلى الدعم السياساتي التفضيلي بين الصين والإمارات والفرص التنموية الجيدة".

وقال ثاني بن أحمد الزيودي وزير التجارة الخارجية الإماراتي في خطابه خلال المنتدى، إن الإمارات تعد أكبر شريك تجاري غير نفطي للصين في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وتتميز بمزايا فريدة كبوابة عالمية للتجارة والاستثمار، داعيا الشركات الصينية إلى الاستفادة من موقعها الاستراتيجي ومكانتها الرائدة عالميا كمركز لإعادة التصدير.

وبدوره، قال شنغ تشيو بينغ نائب وزير التجارة الصيني في المنتدى، إن الإمارات تعد نموذجا يحتذى به في التنمية المتنوعة والمبتكرة في الدول العربية، إذ تتوافق اتجاهات التنمية وأهدافها بين الجانبين تماما، مضيفا أن الصين على استعداد للعمل مع الجانب الإماراتي، واغتنام هذه الفعالية كفرصة لتعزيز التضامن والتعاون ومواجهة التحديات العالمية يدا بيد، ودعم فرص الابتكار معا، بما يضخ مزيدا من اليقين والطاقة الإيجابية في الاقتصاد العالمي، ويسهم بشكل إيجابي في بناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية.

وعلى هامش الدورة الثامنة لمعرض الصين الدولي للاستيراد، افتَتح ملتقى الاستثمار السنوي، المنصة العالمية الرائدة للتعاون الاقتصادي والاستثماري، أول فصوله الدولية، من يوم الجمعة الماضي إلى أمس السبت، ما يمثل علامة فارقة في مسيرة توسع الملتقى عالميا وتجسيدا لرسالته في تعزيز الابتكار والنمو المستدام والتعاون العابر للحدود.

وعلى مدار يومين، جمع الحدث أكثر من 85 متحدثا دوليا عبر 15 جلسة رفيعة المستوى شارك فيها أكثر من 1000 شخص من 45 دولة. وتم التوقيع على ثلاث مذكرات تفاهم بين الجانبين الصيني والإماراتي خلال الحدث الذي هدف إلى تعزيز التعاون في مجالات الابتكار والاستدامة وتطوير التجارة.

وحسبما ذكر نائب وزير التجارة الصيني في منتدى التعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين والإمارات، فإنه من بين الدول العربية تعد الإمارات حاليا أكبر مصدر للاستثمار الأجنبي في الصين، وأيضا ثاني أكبر وجهة للاستثمارات الصينية إلى الدول العربية، كما أن الصين هي الشريك التجاري الأول للإمارات، والإمارات هي ثاني أكبر شريك تجاري للصين بين الدول العربية، حيث تجاوز حجم التجارة الثنائية بين البلدين 100 مليار دولار أمريكي لأول مرة في عام 2024.