المهندس علي سالم يكتب: المتحف الكبير.. ميلاد جديد لحضارة لا تموت

الخميس، 30 أكتوبر 2025 05:35 م

المهنس علي سالم

المهنس علي سالم

أخيراً، وبعد انتظار طال عقوداً، ساعات قليلة، تفتح مصر للعالم أبواب أعظم متحف أثري عرفه التاريخ الحديث، المتحف المصري الكبير ليس مجرد مبنى يضم آلاف القطع الأثرية، بل هو رسالة خالدة من وطنٍ صاغ أولى صفحات الحضارة الإنسانية.

هذا الصرح العملاق ليس مشروعاً ثقافياً فقط، بل خطوة واعية في بناء قوة مصر الناعمة، فبين جدرانه يُعاد تقديم الهوية المصرية للعالم،  كحضارة قادرة على الإلهام والتجدد.

افتتاح المتحف المصري الكبير هو أكثر من حدث أثري؛ إنه احتفال بعبقرية الإنسان المصري، وبالعزيمة التي تصنع المعجزات مهما طال الزمن، وسيصبح المتحف عنواناً جديداً يضيف إلى خريطة المجد المصري نقطة ضوء لا تنطفئ.

افتتاح المتحف هو رسالة دبلوماسية ناعمة للعالم: أن مصر لا تزال مركز النور والإبداع الإنساني، في زمن تتسابق فيه الدول لتصنع هوية ثقافية، تعود مصر لتذكّر الجميع بأنها صاحبة أول هوية عرفتها البشرية، فبين جدران هذا الصرح، يمتزج الفن بالتاريخ، والسياسة بالثقافة، والاقتصاد بالسياحة.

افتتاح المتحف المصري الكبير ليس مجرد حدث أثري، بل إنه إعلان ميلاد عصر ثقافي جديد، يعيد لمصر مكانتها التي تستحقها في ذاكرة الإنسانية.

يتوقع الخبراء أن يُحدث المتحف نقلة نوعية في السياحة المصرية، إذ سيجذب ملايين الزوار سنوياً من مختلف القارات، ويعيد لمصر مكانتها كوجهة ثقافية عالمية من الطراز الأول، كما يشكل نقطة انطلاق جديدة لمشروعات التطوير في منطقة الأهرامات، لتصبح منطقة جذب سياحي متكاملة تجمع بين الأصالة والحداثة.

المتحف المصري الكبير لم يُبنَ بالحجر وحده، بل بالعزيمة والإرادة الوطنية، شارك فيه آلاف المصريين من مهندسين وعلماء وفنانين وعمال، لتخرج هذه التحفة المعمارية كرمزٍ لوحدة الشعب وإصراره على صون هويته وحضارته.

خاتما: "في زمن يسوده الضجيج والاضطراب، تهمس مصر للعالم من جديد بلغة الصمت والعظمة: "أنا الحضارة التي لا تموت".

search