الرئيس الأوزبكي يدعو إلى التضامن والحوار المفتوح والتعاون الوثيق بين دول العالم

الأربعاء، 24 سبتمبر 2025 05:30 م

الرئيس الأوزبكي

الرئيس الأوزبكي

نحن ندعم بقوة تنفيذ مبدأ «حل الدولتين» وفقًا لقرارات الأمم المتحدة – ذكر الرئيس من على منبر المنظمة الرفيع.


وأعرب عن قلق بالغ إزاء الوضع في أوكرانيا، ورحب ببدء الحوار رفيع المستوى حول تسويته بالطرق الدبلوماسية.
وفي مواصلة الحديث عن الأمن، أشار رئيس الدولة إلى التنفيذ الفعّال لاستراتيجية الأمم المتحدة العالمية لمكافحة الإرهاب في آسيا الوسطى. وتم اقتراح تحويل المجلس الإقليمي لإعادة التأهيل وإعادة الإدماج، الذي أُنشئ بالتعاون مع مكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب، إلى مركز كفاءة دولي. وسيكون هذا المركز منصة مهمة لتبادل الخبرات حول التكيف مع الحياة السلمية لأولئك الذين أُعيدوا من مناطق النزاع.

كما أعلن الرئيس عن استعداد بلاده لتوفير جميع الظروف اللازمة لإنشاء مكتب إقليمي لمكافحة الإرهاب في أوزبكستان.
وأشار زعيم بلادنا إلى أن هشاشة نظام النقل العالمي في ظل الاضطرابات الراهنة تُحدث آثارًا سلبية على استقرار الدول النامية غير الساحلية.

ولضمان أمن الممرات الدولية للنقل وإنشاء شبكات لوجستية فعّالة، دعا إلى تنفيذ آلية عالمية بشأن «تعزيز الترابط في مجال النقل لتحقيق أهداف التنمية المستدامة».

كما لفت رئيس أوزبكستان الانتباه إلى مشكلة تغير المناخ، التي تزداد تفاقمًا. وأكد أن العواقب السلبية لجفاف بحر آرال يجب أن تظل في صدارة اهتمام المجتمع الدولي.

نحن نواصل باستمرار عملنا لاستعادة النظام البيئي لبحر آرال. ففي السنوات الأخيرة، تمت زراعة نباتات صحراوية مقاومة للملوحة على مساحة مليوني هكتار من قاع البحر الجاف. وبحلول عام 2030 سيتم إنشاء غطاء أخضر على 80 بالمئة من هذه المنطقة – شدد رئيس الدولة.


وبالانتقال إلى قضية ندرة الموارد المائية، عرض الرئيس خططًا لتنظيم منتدى عالمي حول ترشيد استخدام المياه في أوزبكستان. ومن المقرر عقب هذا الحدث الاعتراف بأزمة المياه كتهديد خطير للتنمية المستدامة، واعتماد «خارطة طريق» لإدخال التكنولوجيا المبتكرة على نطاق عالمي.

وحدد الرئيس ظاهرة «الهجرة المناخية» المتزايدة باعتبارها نتيجة سلبية أخرى لتغير المناخ، مشيرًا إلى غياب آليات دولية واضحة وإطار قانوني لمعالجة هذه القضية. وفي هذا الصدد، دعا إلى اعتماد «ميثاق عالمي» لشراكة دولية واسعة وقيادة سياسة منسقة بشأن هذه المسألة الخطيرة.

وفي سياق ضمان التنمية المستدامة لجميع الدول، لفت زعيم أوزبكستان الانتباه إلى أهمية منع التفاوتات في مجال التطور الرقمي واستخدام الذكاء الاصطناعي بين البلدان. وفي هذا الإطار، تم اقتراح إنشاء آلية تعاون دولية لتبادل الحلول العملية ونماذج الذكاء الاصطناعي مجانًا في مجالات الرعاية الصحية والتعليم والثقافة.

أود أن أؤكد على قضية ذات أولوية أخرى. إن مستقبلنا ومصيرنا وازدهار العالم في أيدي الجيل الشاب. ومن واجبنا العاجل أن نغرس في عقول شبابنا الأفكار النبيلة مثل السلام والإنسانية والصداقة والثقة المتبادلة والاحترام – صرح زعيم بلادنا.


وفي هذا الصدد، طُرِح مقترح بإنشاء حركة شبابية عالمية من أجل السلام، على أن يكون مقرها في أوزبكستان.
وكما أشار الرئيس، فإن أوزبكستان ستواصل بنشاط دراسة ونشر أفكار التنوير الإسلامي في العالم، مع التنفيذ المتواصل لسياسة التسامح في المجتمع. وخلال الأشهر القادمة، سيفتتح في طشقند مركز الحضارة الإسلامية، وهو الأول من نوعه في المنطقة. ومن المقرر أن يتم تنظيم عرض خاص في الأمم المتحدة للتراث الروحي والعلمي الغني لأسلافنا العظماء – العلماء والمفكرون الإمام البخاري، الإمام الترمذي والإمام الماتريدي.

وفي ختام خطابه، أكد شوكت ميرضيائيف أن «أوزبكستان الجديدة» تدعو إلى التضامن والحوار المفتوح والتعاون الوثيق مع جميع دول العالم، وهي على استعداد للمساهمة في تعزيز الحوار بين الأمم والثقافات والحضارات، وتحقيق الأهداف الإنسانية المشتركة.

في 23 سبتمبر، بدأت المناقشات السياسية العامة للدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة في مقر المنظمة في نيويورك، حيث ألقى رئيس جمهورية أوزبكستان شوكت ميرضيائيف كلمة.

وفي اليوم الأول من المناقشات برئاسة رئيسة الدورة أنالينا بيربوك، شارك الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش وزعماء الدول الأعضاء – رئيس الولايات المتحدة الأمريكية دونالد ترامب، رئيس جمهورية البرازيل الاتحادية لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، رئيس جمهورية تركيا رجب طيب أردوغان، رئيس جمهورية جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا، رئيس جمهورية كوريا لي جاي ميونغ، رئيس فرنسا إيمانويل ماكرون، ورؤساء دول أخرى.

وفي بداية خطابه، هنأ رئيس أوزبكستان شوكت ميرضيائيف المشاركين بمرور 80 عامًا على تأسيس الجمعية العامة للأمم المتحدة. ولفت الانتباه إلى أن هذا الاجتماع يُعقد في ظل وضع عالمي معقد وسريع التغير يتطلب رؤية جديدة ومقاربات مبتكرة لعمل المنظمة ومستقبلها.

اليوم نشهد ضعف دور المؤسسات الدولية، وتصاعد المواجهات والنزاعات والحروب، فضلًا عن الزيادة السريعة في عدم المساواة التكنولوجية والاجتماعية، وتفاقم الأزمات الاقتصادية والإنسانية – صرح زعيم أوزبكستان.


وأشاد زعيم بلادنا بالجهود التي يبذلها الأمين العام أنطونيو غوتيريش للحفاظ على الأمم المتحدة كمنصة رئيسية لحل أصعب وأهم القضايا العالمية بالطرق السلمية. كما تم التعبير عن دعم مبادرات «الأمم المتحدة 80» والتزام بلادنا الراسخ بـ«ميثاق المستقبل».

كما تحدث رئيس أوزبكستان لصالح إصلاح وتوسيع عضوية مجلس الأمن الدولي من أجل التصدي بفعالية للتهديدات والتحديات الحالية، وحماية مصالح الدول النامية.

واستعرض رئيس الدولة بالتفصيل مسار الإصلاحات الجذرية التي تشهدها أوزبكستان، والتي تُنفّذ بشكل كامل بما يتماشى مع أهداف التنمية المستدامة. وأكد أن بلادنا تنتهج باستمرار سياسة بناء «أوزبكستان جديدة» ديمقراطية، قائمة على سيادة القانون، اجتماعية وعلمانية.

هدفنا الرئيسي هو إحداث تحول جذري في حياة كل أسرة وكل مواطن في بلادنا، وضمان المصالح والكرامة والرفاهية الإنسانية – أكد الرئيس.


وأشار إلى أنه خلال السنوات الأخيرة تمكّنت أوزبكستان من خفض معدل الفقر من 35 إلى 6.6 في المئة. وقد تحقق هذا الإنجاز أساسًا من خلال إصلاح قطاع التعليم والعلوم، وإنشاء صناعات مبتكرة ومؤسسات صناعية تكنولوجية، وتطوير الطاقة الخضراء وتحديث البنية التحتية للنقل، والدعم الشامل للمشاريع الصغيرة، وبالتالي خلق ملايين فرص العمل.

كما ارتفعت نسبة التغطية برياض الأطفال في بلادنا من 27 إلى 78 بالمئة، والتعليم العالي من 9 إلى 42 بالمئة. ولا يزال تعزيز مكانة مهنة التدريس والتربية أولوية قصوى.

ومن أجل إنشاء منصة دولية موحدة لتبادل خبرات ومعارف المعلمين، تم اقتراح عقد قمة عالمية حول التعليم المهني في أوزبكستان.

وأشار زعيم بلادنا أيضًا إلى إنشاء نظام صحي متطور، وأعلن أنه بمبادرة من الجانب الأوزبكي سيُعقد حدث رفيع المستوى مكرّس لمكافحة سرطان الأطفال وأمراض كارثية أخرى.

وبالانتقال إلى موضوع سياسة النوع الاجتماعي، أعلن رئيس دولتنا عن مزيد من تعزيز دور المرأة في الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية للبلاد. وفي هذا السياق، دعا إلى عقد منتدى المرأة الآسيوية بانتظام في المنطقة الواسعة، وتحويله إلى منصة دائمة.

وبإبراز التزام أوزبكستان القوي بتحقيق أهداف التنمية المستدامة، أشار الرئيس إلى أن بلاده تعتزم بحلول عام 2030 الانضمام إلى صفوف الدول ذات الدخل فوق المتوسط.

كما أُولي اهتمام خاص لأولويات السياسة الخارجية لأوزبكستان. وقال زعيم البلاد: «قبل ثماني سنوات، ومن هذا المنبر الموقر، أعلنّا عن عزمنا القوي على تحويل آسيا الوسطى إلى منطقة للسلام وحسن الجوار والشراكة. واليوم يمكننا أن نعلن بثقة أننا حققنا هذا الهدف الاستراتيجي. إن عصر الحدود المغلقة والخلافات والنزاعات قد أصبح من الماضي».

وأشار إلى أنه خلال السنوات الماضية، تضاعف حجم التجارة والاستثمارات ونقل البضائع في المنطقة خمس مرات. كما يتم إنشاء صناديق استثمار مشتركة، ومناطق للتجارة عبر الحدود والتعاون الصناعي، وتنفيذ مشاريع بنية تحتية كبرى.

وأصبح «اجتماع رؤساء دول آسيا الوسطى التشاوري» آلية فعّالة لتعميق التكامل الإقليمي.

يمكنني أن أؤكد بثقة أننا بدأنا الآن عملية تشكيل آسيا الوسطى الجديدة. فبفضل وحدتها واستقرارها وهويتها المميزة، تواصل منطقتنا ترسيخ موقعها المستقل في منظومة العلاقات الدولية – صرح الرئيس.


واقترح رئيس الدولة تنفيذ عدد من المشاريع والبرامج الجديدة في المنطقة بالتعاون مع هياكل الأمم المتحدة، خاصة عقد منتدى دولي تحت رعاية المجلس الاقتصادي والاجتماعي (ECOSOC) والأونكتاد (UNCTAD) مخصص للتنمية الاقتصادية لدول آسيا الوسطى، وإنشاء مركز إقليمي للتكنولوجيا الخضراء في الصناعة بالتعاون مع اليونيدو (UNIDO)، واعتماد برامج للاستخدام الرشيد للموارد المائية، وإنشاء مساحات «خضراء»، وضمان القدرة على الصمود الديمغرافي.

كما بُدرت مبادرة لاعتماد قرار للجمعية العامة للأمم المتحدة يدعم جهود دول آسيا الوسطى الرامية إلى تعميق الشراكة والتكامل الاقتصادي الإقليمي.

وفي سياق الأمن العالمي والإقليمي، تطرق رئيس أوزبكستان إلى الوضع في أفغانستان. ومن أجل دعم تطلعات الشعب الأفغاني إلى حياة سلمية ومستقرة، دعا إلى تضافر الجهود الدولية، مشددًا على ضرورة منع عزلة هذا البلد.

وأشار إلى أن أوزبكستان تخطط لتنفيذ مشاريع اقتصادية وبنية تحتية كبرى في أفغانستان.
واقترح زعيم بلادنا اعتماد قرار منفصل للأمم المتحدة بشأن تطوير ممرات النقل والطاقة العابرة لأراضي هذا البلد.

وبالحديث عن تعميق الأزمة الإنسانية في قطاع غزة، دعا الرئيس إلى إنهاء الأعمال العسكرية ومواصلة المفاوضات السياسية.

search