جائزة الباندا الذهبية.. نافذة العالم على العرب وجسر العرب للتعرف على الصين
السبت، 13 سبتمبر 2025 01:15 م

برومو
ريماس الصينية
في عام 2025، أقيمت الدورة الثانية من جائزة الباندا الذهبية في مدينة تشنغدو الصينية بحفل رسمي مهيب.
ومنذ استحداثها، كرست الجائزة نفسها كمنصة عالمية شاملة تركز على صناعة السينما والتلفزيون، تهدف إلى كسر الحواجز الثقافية وجمع إبداعات ومشاعر المبدعين من جميع أنحاء العالم.
دورة 2025: العالمية والاحترافية
تميزت الدورة الثانية من الجائزة بطابع أكثر عالمية وشمولا ومهنية. فقد اعتمدت اللجنة المنظمة على مزيج من الترشيح الذاتي والجمع الموجه للأعمال، مستفيدة من نظام المختصين في اختيار الأعمال وآلية تبادل الترشيحات مع المهرجانات الصديقة.
و تم استقبال 5343 عملا للمنافسة، منها 3910 أعمال أجنبية بنسبة 73.2%، أي بزيادة 3.2% مقارنة بالدورة الأولى، وشاركت في المسابقة أعمال من 126 دولة ومنطقة، بزيادة 22 دولة وبنمو نسبته 21.2%.
في أواخر مايو، دعي 28 خبيرا وشخصية بارزة في مجال الثقافة والسينما للتقييم وفق قواعد التحكيم، لاختيار الأعمال المرشحة.
وتظهر هذه الأرقام أن جائزة الباندا الذهبية ليست مجرد جائزة، بل أصبحت تدريجيا منصة مهمة لتبادل الثقافات السينمائية على مستوى العالم.
أهمية الجائزة للعالم العربي
بالنسبة للدول العربية، تمثل الجائزة منصة لعرض الأعمال المميزة، وفي الوقت نفسه رمزا للتواصل الثقافي؛ إذ تسمح للسرد العربي بالوصول إلى الصين، وللقصص الصينية بالوصول إلى الجمهور العربي.
موقع الجائزة ورؤيتها
على عكس مهرجان كان أو جوائز الأوسكار، لا تركز جائزة الباندا الذهبية على السرد الغربي التقليدي فقط، بل تؤكد على قيم مجتمع مصير البشرية المشترك. وتهدف إلى تشجيع التبادل الثقافي المتنوع والفهم المتبادل بدلا من تقييم النجاح التجاري. وهذا يجعلها منصة مهمة للتعبير عن السرديات من الجنوب العالمي.
من خلال تنظيم الجائزة، ترسل الصين رسالة واضحة: في عصر الحوكمة العالمية والحوار بين الحضارات، السينما والتلفزيون ليست مجرد صناعة ترفيهية، بل لغة تتجاوز الحدود. فالأفلام والمسلسلات والوثائقيات والرسوم المتحركة هي جسور للتواصل الإنساني والعاطفي والفكري.
تاريخ السينما العربية العريق
للسينما العربية حضور طويل وتاريخ عميق على المستوى الدولي. فقد اعتبرت مصر مهد السينما العربية، وكان لها تأثير واسع في منتصف القرن العشرين على ثقافة المنطقة السينمائية. ومعروفة برؤيتها الواقعية واهتمامها بالقضايا الاجتماعية. وواصل صانعو السينما اللبنانيون استكشاف تحولات المجتمع في سياق متعدد الثقافات، كما حصلت أفلام تونس والمغرب على جوائز دولية.
هذه الأعمال لم تساهم فقط في ترسيخ مكانة السينما العربية، بل سمحت أيضا للجمهور العالمي بفهم تعقيد وإبداع المجتمع العربي.
فرص جديدة للتبادل الثقافي الصيني-العربي
في السنوات الأخيرة، شهدت العلاقات بين الصين والدول العربية تطورا كبيرا، من التعاون في الطاقة إلى الاقتصاد الرقمي، مع تحقيق نتائج ملموسة. وفي هذا الإطار، تظهر فرص التبادل الثقافي بشكل واضح، وتعد صناعة السينما أكثر المجالات تأثيرا.
توفر جائزة الباندا الذهبية منصة جديدة للتعاون بين الجانبين، فمن الممكن أن يشارك مخرجون عرب بأعمالهم في تشنغدو الصينية، ليتيحوا للجمهور الصيني فهم الحياة والمجتمع في الشرق الأوسط، بينما تعمل فرق صينية على إنتاج وثائقيات في السعودية أو مصر أو المغرب لتسليط الضوء على التحولات الاجتماعية والثقافية في العالم العربي.

كما يمكن أن تتجه الأعمال المشتركة نحو أسواق آسيا والعالم العربي، لتحقيق هدف رواية القصص الإنسانية المشتركة.
وهذا التعاون لا يقتصر على تبادل الأفلام فقط، بل يمثل تجسيدا حيا للحوار بين الحضارات.
البعد الحضاري للجائزة
إذا ركز مهرجان كان على الفن، واهتمت الأوسكار بالصناعة، فإن ما يميز جائزة الباندا الذهبية هو الحوار الحضاري. فهي تمنح الفرصة للأطراف المختلفة من ثقافات وأديان متعددة للتواصل من خلال السينما، دون مركزية سرد الأقوى، مع توفير منصة متساوية للجميع.
بالنسبة للدول العربية، تمثل المشاركة فرصة لعرض ثقافتها المحلية، وفي الوقت نفسه تعزيز الدور المشترك مع الصين في دعم التعددية الثقافية على الصعيد العالمي.
وفي ظل اعتبار يوم الحوار بين الحضارات مناسبة دولية للأمم المتحدة، تعد الجائزة تطبيقا ملموسا لهذه الفكرة.
النظر إلى المستقبل
رغم أن جائزة الباندا الذهبية ما زالت في مراحل نموها، إلا أنها أظهرت إمكانات كبيرة.
ومع مشاركة المزيد من صناع السينما العرب، خصوصا من السعودية ومصر وتونس والمغرب، يمكن أن تصبح حلقة وصل مهمة بين الحضارتين الصينية والعربية.
عندما تفوز الأعمال العربية في تشنغدو الصينية، وعندما تعرض القصص الصينية في القاهرة أو الرياض أو الدار البيضاء، سنكتشف أن السينما ليست مجرد صور على الشاشة، بل جسر لفهم البشر بعضهم البعض.
في ظل التقلبات والانقسامات العالمية، تذكرنا جائزة الباندا الذهبية أن التبادل الحضاري ليس رفاهية، بل ضرورة للمضي قدما معا. وبالنسبة للعالم العربي، فإن مشاركة هذا المنصة لا تقتصر على دعم السينما المحلية للوصول إلى العالم فحسب، بل تساهم أيضا في تعزيز التفاهم الحضاري الصيني-العربي وتنمية التنوع الثقافي العالمي.
نسخ الرابط للمقال
آخبار تهمك
توجيهات من محافظ الدقهلية بوضع الأسعار على السلع بالسوق الدائمة في المنصورة
13 سبتمبر 2025 05:00 م
مستشفى جامعة بورسعيد صرح طبى يليق بالمدينة الباسلة
13 سبتمبر 2025 01:47 م
الأكثر قراءة
-
جائزة الباندا الذهبية.. نافذة العالم على العرب وجسر العرب للتعرف على الصين
-
زلزال بقوة 7.5 درجة يضرب سواحل شرق روسيا وتحذيرات من تسونامي
-
درجات الحرارة تصل لـ41.. بيان مهم من الأرصاد بشأن حالة الطقس اليوم السبت
-
صعود مرعب لوفيات الكوليرا.. "الصحة العالمية" تقرع نواقيس الخطر
-
اليوم.. عزاء المطرب عمرو ستين في مسجد الشرطة بالشيخ زايد
أكثر الكلمات انتشاراً