‎وزير الشؤون الدينيةالماليزى:‎ماليزيا تؤكد التزامها الثابت تجاه فلسطين

الخميس، 28 أغسطس 2025 10:14 ص

د/محمد نعيم

د/محمد نعيم

في وقت يواجه فيه العالم الإسلامي تحديات متزايدة، تواصل ماليزيا تميزها كدولة رائدة في تعزيز الاعتدال والتعايش والعدالة، خاصة من خلال دعمها الدائم للقضية الفلسطينية.

لقد كانت الحكومة الماليزية في طليعة الجهود الرامية إلى تعزيز القيم الإسلامية، وترسيخ الانسجام في مجتمعها المتعدد الديانات والأعراق، والدفاع عن حقوق الشعوب المضطهدة في العالم.

وفي هذا السياق، أجرى موقع يحدث الان حواراً مع وزير الشؤون الدينية الماليزي، الدكتور محمد نعيم مختار، الذي استعرض رؤية بلاده لتعزيز القيم الإسلامية، وأكد التزام ماليزيا الثابت تجاه فلسطين.

كما سلط الضوء على أهمية التعاون الإسلامي، وتحدث عن تحديات ومستقبل العمل الديني في ماليزيا.

***

دكتور محمد نعيم، غالبًا ما يُستشهد بماليزيا كنموذج للإسلام المعتدل والانفتاح الديني. ما هي رؤية ماليزيا لتعزيز القيم الإسلامية في المجتمع؟

**الوزير**: تؤمن ماليزيا بأن القيم النبيلة في الإسلام هي أساس المجتمع القوي والمتماسك. تركيزنا الدائم هو على الاعتدال والتعايش والسلام بين جميع مكونات المجتمع. نعتمد استراتيجيتنا على القرآن الكريم والسنة النبوية، واللتين تشكلان الأساس الأخلاقي الذي يلهم رفض التطرف والتعصب. ولهذا ننفذ برامج عديدة لتعزيز أخلاقيات القرآن الكريم، ومسابقات قرآنية وطنية ودولية، كما نشجع التبادل مع الأئمة والدعاة من الدول الشقيقة.

 أين تحتل القضية الفلسطينية موقعها بين أولويات ماليزيا الرسمية؟

**الوزير**: القضية الفلسطينية هي في صميم العالم الإسلامي، وماليزيا ظلت ثابتة في دعمها بشكل لا يتزعزع. مؤخراً، حددنا سبعة قرارات رئيسية ضمن المجلس الاستشاري الإسلامي الماليزي، أهمها إدانتنا المستمرة للجرائم ضد الإنسانية في غزة وفلسطين، وكذلك مطالباتنا بحماية كاملة لجميع المؤسسات الإنسانية هناك. تظل القيادة والشعب الماليزي ملتزمين بالتضامن والدفاع عن حقوق الفلسطينيين، بغض النظر عن الضغوط الدولية.

 ما هي الخطوات العملية التي اتخذتها ماليزيا مؤخراً لدعم فلسطين؟

**الوزير**: نظمنا مظاهرات جماهيرية تحت شعار "التضامن مع فلسطين وغزة" في كوالالمبور، شارك فيها وزراء الحكومة وممثلون عن جميع شرائح المجتمع. كما أطلقنا دعوات رسمية لإدانة الجرائم ضد الأطفال والنساء والمدنيين، وطالبنا بحماية المستشفيات والمدارس والمؤسسات الإنسانية في فلسطين. ضاعفت ماليزيا كذلك المساعدات الإنسانية إلى 200 مليون رنجيت ماليزي في عام 2025، وما زلنا نعبئ التبرعات والدعم على المستويين الحكومي والشعبي.

 ما مدى أهمية التعاون الإسلامي الإقليمي والدولي بالنسبة لماليزيا، خاصة في ظل الظروف الحالية؟

**الوزير**: التعاون الإسلامي أمر بالغ الأهمية، خاصة في مواجهة التطرف والجماعات التي تسيء تمثيل روح الإسلام. تعتمد ماليزيا على مذكرات التفاهم مع المملكة العربية السعودية ودول إسلامية أخرى لتحقيق أنشطة مشتركة مثل مسابقات القرآن الكريم، وزيارات الأئمة والعلماء، وتبادل الخبرات المؤسسية في رفع الوعي الديني والحفاظ على الهوية الإسلامية.

 غالباً ما تُثنى على ماليزيا لقدرتها في تحقيق التوازن بين التعددية الدينية والإثنية، كيف تحققون الانسجام مع تعزيز الهوية الإسلامية؟

**الوزير**: تعد ماليزيا نموذجاً عالمياً للتعددية، وتتبنى نهجاً معتدلاً يحترم التنوع ويعزز الاحترام المتبادل بين جميع الأديان. قوة مجتمعنا تنبع من الالتزام بالإيمان الذي ينسجم بتناغم مع القيم العالمية. تركز برامج التوعية والتعليم التي تنفذها وزارتنا في المدارس والمساجد على تعزيز هذا التوازن وضمان استدامة التماسك الاجتماعي.

 تستضيف ماليزيا بانتظام وفوداً دينية دولية. كيف تسهم هذه الزيارات في تشكيل صورة الإسلام الماليزي محلياً وعالمياً؟

**الوزير**: هذه الزيارات تكرس دور ماليزيا كقائد في المجتمع الإسلامي العالمي. نرحب بالأئمة من الحرمين الشريفين ورؤساء المنظمات الدينية، ونشارك بفعالية في المنتديات الإسلامية الدولية. هذا التواصل يُعزز سمعة ماليزيا في نشر الصورة الصحيحة والمعتدلة للإسلام حول العالم.

 أخيراً، ما هي رسالتك بشأن مستقبل العمل الديني في ماليزيا والتحديات القادمة؟

**الوزير**: التحديات كبيرة، خاصة مع تصاعد التطرف عالمياً. ومع ذلك، تظل ماليزيا ملتزمة بتعزيز الوعي والبرامج الدينية، وبمواصلة دعم فلسطين، مع مواكبة الاستراتيجيات المتغيرة لنهضة المجتمعات المسلمة بروح الاعتدال. أدعو جميع الماليزيين للتمسك بالاعتدال والوحدة في خدمة الإسلام والقضايا الإنسانية.

search