السلام على المحك: مفاوضات مباشرة بين روسيا وأوكرانيا لأول مرة تحت ضغط ترامب… واتفاق نادر على تبادل الأسرى

الجمعة، 16 مايو 2025 11:28 م

روسيا

روسيا

ثابت عبد الغفار


 

في تطور لافت، شهدت مدينة إسطنبول التركية يوم الجمعة 16 مايو/أيار 2025 أول مفاوضات مباشرة بين روسيا وأوكرانيا منذ أكثر من ثلاث سنوات، في محاولة جديدة لكسر الجمود الدبلوماسي وإطفاء نيران أكثر الحروب دموية في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، وسط ضغط غير مسبوق من الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي يبذل جهودًا شخصية لوقف الحرب.


 

وأكد فلاديمير ميدينسكي، رئيس الوفد الروسي، أن موسكو راضية عن نتائج المحادثات، مشيرًا إلى أن الجانبين توصلا إلى اتفاق بشأن تبادل ألف أسير حرب لكل طرف خلال الأيام المقبلة، في واحدة من أكبر عمليات التبادل منذ اندلاع النزاع في فبراير 2022.


 

من جانبه، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إن بلاده “مستعدة لاتخاذ أسرع الخطوات الممكنة من أجل إحلال السلام”، لكنه شدد في الوقت ذاته على موقف كييف الرافض لأي حلول منقوصة، حيث كتب على منصة “إكس”:

“إذا لم يوافق الروس على وقف إطلاق نار كامل وغير مشروط، فيجب فرض عقوبات أكثر قسوة عليهم. الضغط الاقتصادي هو السبيل لإنهاء الحرب.”


 

في السياق ذاته، أعلنت الرئاسة الأوكرانية عن مكالمة هاتفية جماعية جمعت زيلينسكي بالرئيس الأميركي دونالد ترامب، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والمستشار الألماني فريدريش ميرتس، ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، ورئيس الوزراء البولندي دونالد توسك، في خطوة تعكس تنسيقًا دوليًا مكثفًا لدعم المسار التفاوضي وإنهاء النزاع الدامي.


 

ورغم أجواء التفاؤل النسبي، حذر مراقبون من أن التفاهم حول تبادل الأسرى قد لا يكون كافيًا لإحداث اختراق حقيقي في الملفات الأعمق، وعلى رأسها مستقبل الأراضي المحتلة، والضمانات الأمنية، وشروط وقف النار.


 

يبقى السؤال المطروح: هل تكون إسطنبول هي نقطة التحول الفعلية في أطول وأعنف حرب أوروبية منذ عقود؟ أم أن المسار لا يزال طويلًا وسط تشكيك متبادل ونوايا غير مكتملة؟


 

search