الرئيس يدعو لإدراج الذكاء الاصطناعي بالمناهج: ثورة تعليمية تعيد تشكيل مستقبل الطلاب

الخميس، 15 مايو 2025 10:18 م

السيسي

السيسي

ثابت عبد الغفار


 

في خطوة وصفها خبراء التعليم بالثورية، دعا الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى إدراج الذكاء الاصطناعي ضمن المقررات الدراسية، ما يعكس توجهًا استراتيجيًا نحو بناء أجيال قادرة على التفاعل مع الثورة الصناعية الرابعة، وتعزيز قدرة التعليم المصري على مواكبة المتغيرات العالمية.


 

دلالات الدعوة:


 

الدعوة الرئاسية تحمل رسائل متعددة، أولها الإيمان بأن التنمية الحقيقية تبدأ من العنصر البشري، وأن التعليم يجب أن يكون الأداة الأولى لتأهيل المواطن المصري لمستقبل رقمي متسارع. كما تكشف الدعوة عن رغبة قوية في توظيف المناهج التعليمية لخدمة أهداف التنمية المستدامة، وتدويل التعليم المصري بما يتماشى مع المعايير الدولية.


 

مبررات علمية وعملية:


 

بحسب الدكتور عاصم حجازي، أستاذ علم النفس التربوي المساعد بجامعة القاهرة، فإن هذه الخطوة ضرورية لمواكبة التغيرات الجذرية في سوق العمل، الذي بات يعتمد بشكل متزايد على المهارات الرقمية والذكاء الاصطناعي. وأكد أن مصر بحاجة للانتقال من استهلاك التكنولوجيا إلى إنتاجها، وهو ما لن يتحقق إلا بتأهيل الطلاب مبكرًا للتعامل مع هذا المجال الحيوي.


 

أهمية الذكاء الاصطناعي في المناهج:


 

إدراج الذكاء الاصطناعي في المناهج من شأنه أن يعزز وعي الطلاب الرقمي، ويؤهلهم لوظائف المستقبل، ويوفر لهم أدوات التفكير النقدي وحل المشكلات. كما أنه يسهم في ربط التعليم بالواقع وتحفيز الابتكار، ويقلل الفجوة بين التعليم الحالي ومتطلبات العصر الرقمي.


 

التطبيقات التعليمية للذكاء الاصطناعي قد تحسن تجربة التعلم والتقييم، وتساعد على دمج الذكاء الاصطناعي في كل العلوم، بما ينعكس على تطويرها وتحقيق تنافسية أكبر للطالب المصري محليًا ودوليًا.


 

التحديات القادمة:


 

رغم أهمية الخطوة، إلا أن الدكتور حجازي حذّر من تحديات كبرى، أبرزها تأهيل المعلمين وتطوير المناهج بما يتسم بالمرونة، وتحديث البنية التحتية التكنولوجية للمدارس، إضافة إلى الحاجة لوجود تشريعات منظمة تضمن الاستخدام الآمن والفعّال لتطبيقات الذكاء الاصطناعي داخل البيئة التعليمية.


 

الدعوة الرئاسية فتحت الباب أمام نقلة نوعية في التعليم المصري، لكن تنفيذها سيظل مرهونًا بقدرة الدولة على تجاوز التحديات التقنية والتربوية والتشريعية، لصناعة جيل رقمي قادر على قيادة المستقبل.


 

search