قصور الثقافة تقيم مؤتمر "تمكين وتنمية ذوي الاحتياجات الخاصة" بحضور محافظ المنيا

الخميس، 08 مايو 2025 05:18 م

صوره ارشيفيه

صوره ارشيفيه

محمد ابو دشيش

أقيمت فعاليات المؤتمر الأدبي لليوم الواحد بمحافظة المنيا، تحت عنوان "تمكين وتنمية ذوي الاحتياجات الخاصة"، وذلك على مسرح محافظة المنيا، برعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة، ونظمته الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة اللواء خالد اللبان، ونفذ بإشراف الكاتب محمد عبد الحافظ ناصف نائب رئيس الهيئة.

شهد المؤتمر اللواء عماد كدواني محافظ المنيا، والدكتور محمد محمود نائب المحافظ، واللواء ياسر عبد العزيز سكرتير عام المحافظة، وجمال عبد الناصر مدير عام إقليم وسط الصعيد الثقافي، وصابر عبد الحميد وكيل وزارة التربية والتعليم، ورحاب توفيق مدير عام فرع ثقافة المنيا، وإيمان الطحاوي مدير قصر ثقافة المنيا، ونخبة من القيادات التنفيذية والتعليمية والثقافية بالمحافظة.

افتتحت الفعاليات بتفقد معرض لمنتجات ذوي الهمم، ومعرض لفن الديكوباج، حيث ضم باقة من المشغولات اليدوية لجمعية المركز المصري لذوي الهمم، تنوعت بين منتجات الفوم والأعمال الحرفية واللوحات الفنية والابتكارات المتنوعة، في تجسيد لقدرتهم على الإنتاج وإبراز مواهبهم المتعددة..

وبدأت فعاليات المسرح بالسلام الوطني مترجما بلغة الإشارة لطلاب مدرسة الصم والبكم ببني مزار. وقدمت فعاليات المؤتمر الإعلامية الدكتورة صباح رمضان، كبير مذيعي المنيا، التي أشارت في كلمتها إلى انبثاق رؤية جديدة لدعم ذوي الهمم، مؤكدة أن المؤتمر يمثل خطوة فاعلة في دعم هذه الفئة المتميزة من أبناء الوطن.

وأكد اللواء عماد كدواني، حرص المحافظة على تمكين ذوي الهمم وإتاحة الفرص أمامهم في مختلف القطاعات، مستعرضاً جهود القيادة السياسية في دعمهم، ومعلنا عن مبادرة لدعم خمس أسر من ذوي الهمم أسبوعياً، مشيراً إلى أن مؤتمر التمكين الثقافي يمثل صوتا مؤثرا في تحقيق العدالة الثقافية والاجتماعية.

من جهتها، أعلنت الدكتورة رحاب سراج، رئيس المؤتمر، أن الهدف الأساسي يتمثل في تهيئة بيئة دامجة تتيح لذوي الهمم المشاركة الفاعلة في مجالات الفنون والآداب والمسرح والموسيقى، مؤكدة أن هذه المشاركة من شأنها أن تكسر الصور النمطية السائدة، وتغير النظرة المجتمعية، وتفتح أمامهم آفاقاً جديدة للإبداع.

ورحب جمال عبد الناصر، مدير عام إقليم وسط الصعيد الثقافي، بالحضور، مشيرا إلى أن الدولة المصرية تولي اهتماما كبيرا بذوي الهمم، مؤكدا أهمية الدور الذي تقوم به قصور الثقافة في دعم هذه الفئة وتمكينها ثقافيا من خلال البرامج المتخصصة، وتعزيز حضورهم كقوة فاعلة في المجتمع، مشددا على أن ذوي الهمم يمثلون طاقة مبدعة وهبة من المولى عز وجل يجب رعايتها ودمجها في كافة مناحي الحياة الثقافية.

كما وجهت الدكتورة رحاب توفيق، مدير عام الفرع، تحية تقدير لكل أسرة تحتضن فرداً من ذوي الهمم، مؤكدة أن الثقافة تضطلع بدور محوري في دعم وتمكين ذوي القدرات الخاصة، من خلال تطوير السياسات الثقافية لتصبح دامجة وشاملة، مع دعم البنية التحتية للمؤسسات الثقافية بما يراعي احتياجاتهم وتقديم نماذج فنية ملهمة لهم.

وأشارت الدكتورة هبة أبو زيد، مدير إدارة وحدة ذوي الاحتياجات الخاصة بمديرية التربية والتعليم، إلى أن المؤتمر يمثل جسرا للتواصل بين ذوي الهمم والأسوياء من ذويهم، وأن دعم وزارة الثقافة لهم يعد أحد أبرز المبادرات الحيوية التي تعكس التزام الدولة بمبادئ الشمولية واحترام التنوع الإنساني.

وتفاعل الحضور مع عروض جمعية شباب التحدي، وموهوبين من ذوي الهمم، حيث قدم استعراض للمركز المصري لذوي الهمم، وأغنية "سهلة وبسيطة" للمواهب شهاب عيد والفنان هيثم مصطفى، واستعراض "التاريخ بيقول إيه" لمواهب مدرسة الصم والبكم، واختتمت الفقرات بقصيدة "حاربت في ٧٣" ألقاها الطالب حذيفة وليد من مدرسة النور للمكفوفين.

وكرم المؤتمر عددا من المبدعين والقائمين على الفعاليات، حيث أُهدي درع إقليم وسط الصعيد وشهادات تقدير من فرع ثقافة المنيا إلى كل من الدكتورة رحاب سراج رئيس المؤتمر، والدكتورة هبة أبو زيد، وصابر زيان وكيل وزارة التربية والتعليم، والدكتورة مروة عبد المولى مدير إدارة التربية الخاصة. كما تم تكريم كابتن سمية بهاء عضو المجلس القومي للمرأة ومدرب الإرشاد الأسري، وصافي صفوت نجيب ولية أمر لطفلتين من ذوي الهمم، وحسام المصري مدير المركز المصري، ونهى محمد عدلي إحدى بطلات ذوي القدرات الخاصة، والدكتورة رشا منصور رئيس مجلس إدارة جمعية شباب التحدي، والدكتورة صباح رمضان، ومارجريت ميخائيل مديرة إدارة الشؤون الثقافية، والمهندسة شيماء علي مسؤولة التمكين الثقافي بالفرع..

وشهد المؤتمر عقد جلستين بحثيتين، الأولى جاءت بعنوان "الإعلام والتكنولوجيا من أجل الاندماج"، أدارتها الدكتورة غادة فرغل رئيس قسم العلوم النفسية بكلية التربية جامعة المنيا، وقدمت خلالها الدكتورة مي عمر بحثاً حول تأثير السينما والدراما التلفزيونية على الصورة النمطية لذوي الاحتياجات الخاصة، مشيرة إلى دور الدراما في تشكيل الوعي العام. كما قدمت الدكتورة سهام فوزي بحثاً حول توظيف الذكاء الاصطناعي في مساعدة وتأهيل ذوي الهمم، مؤكدة أهمية التكنولوجيا الحديثة في دعم هذه الفئة.

أما الجلسة الثانية فجاءت بعنوان "دور الأسرة والمجتمع وتحديات التمكين الثقافي لذوي الهمم"، وأدارتها الدكتورة أسماء أسام، الاستشارية النفسية والتربوية بكلية التربية، وقدمت خلالها سمية بهاء بحثاً متقدماً حول أهمية دور الأسرة في دعم قدرات ذوي الهمم والتعامل مع أنواع الإعاقة المختلفة، بينما تناولت الدكتورة رجاء عبد الحميد أهمية اكتشاف نوع الإعاقة مبكرا لتمكين الأسرة من التفاعل السليم مع احتياجات الطفل.

عقد المؤتمر من خلال إقليم وسط الصعيد الثقافي بالتعاون مع الإدارة المركزية للشئون الثقافية برئاسة الشاعر د. مسعود شومان، والإدارة العامة للتمكين الثقافي برئاسة الدكتورة هبة كمال، ونفذه فرع ثقافة المنيا.

واختتم المؤتمر بإعلان عدد من التوصيات، منها الدعوة إلى إنشاء مراكز علمية متخصصة لدراسة قضايا الإعاقة، وإنشاء نوادٍ رياضية واجتماعية لذوي الهمم، وتنظيم مهرجانات دورية لعرض إبداعاتهم الفنية والثقافية، إلى جانب التزام وسائل الإعلام بتوفير الترجمة والتقنيات الداعمة لدمجهم، وتفعيل دور الدولة في الكشف المبكر عن مسببات الإعاقة، وتعزيز الصورة الإيجابية لذوي الهمم عبر الدراما والسينما، وتشكيل لجان متخصصة في تطبيقات الذكاء الاصطناعي، وإنشاء شبكات معلوماتية أو معامل افتراضية تخدم قضاياهم.

search