مفكر مصرى : قناة السويس ليست ممرا خيريا ولا هبة لأحد
الأحد، 04 مايو 2025 11:43 ص

قناة السويس
إبراهيم الدسوقي
في تحدٍّ سافر للسيادة المصرية وخرق فاضح للقانون الدولي، فجّر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عاصفة سياسية دولية جديدة بتصريح فج طالب فيه بعبور السفن الأمريكية التجارية والعسكرية مجّانًا عبر الممر المائي المصري – قناة السويس – ضارباً بالقانون الدولى عرض الحائط , متجاهلًا أن هذا الشريان الحيوي يقع تحت السيادة الكاملة لمصر. تصريحٌ يعكس ذهنية استعمارية قديمة، ويكشف عن عقلية ترى في ثروات العالم وممراته الاستراتيجية حقًا مكتسبًا لواشنطن دون حسيب أو رقيب! مما أثار حالة من الاستياء الدولي والعربي بما يمس سيادة الدول على ممراتها المائية
ونعرض للجزء الثانى من دراسة المفكر والمؤرخ القضائى المصرى المستشار الدكتور محمد عبد الوهاب خفاجى نائب رئيس مجلس الدولة المعروف بأبحاثه الوطنية فى الشأن العام بعنوان " ترامب يتحدى القانون الدولى بالدعوة المجانية لسيادة الممر المائى المصرى قناة السويس " وقد راعى الفقيه المصرى أن عالم اليوم يقوم على التعايش والتعاون، ويشكّل احترام القانون الدولي والأعراف المتفق عليها بين الدول أساسًا لحفظ الأمن والاستقرار مما تعد معه الدعوة المجانية تجاوزًا خطيرًا ليس فقط على سيادة الدولة المصرية، بل على قواعد القانون الدولي التي تنظم حركة الملاحة وحقوق الدول.
تصريح ترامب يخالف مبدأ السيادة ويهديد الأمن القانوني الدولي.
يذكر الدكتور محمد خفاجى " أن تصريح الرئيس الأمريكى ترامب بشأن مطالبته باعفاء السفن الأمريكية التجارية والعسكرية من الخضوع للرسوم بشأن عبورها بهيئة قناة السويس يخالف مبدأ السيادة ويهديد الأمن القانوني الدولي فمن ناحية أولى يخالف مبدأ السيادة: ذلك أن ادعاء المرور المجاني يتناقض مع مبدأ السيادة الإقليمية للدولة المصرية على قناة السويس.كما أنه من ناحية ثانية يمثل إخلالاً بمبدأ المساواة: فمنح دولة امتياز المرور المجاني دون غيرها يُشكل خرقًا لقاعدة عدم التمييز في المعاهدات الدولية ومثل هذه التصريحات السياسية غير المؤسسة قانونيًا قد تؤدي إلى زعزعة الاستقرار في تنظيم استخدام الممرات الدولية "
ويضيف " ومن ناحية ثالثة تصريح الرئيس الأمريكى فيه تهديد للأمن القانوني الدولي: ذلك أن التصريحات السياسية غير المؤسسة قانونيًا قد تؤدي إلى زعزعة الاستقرار في تنظيم استخدام الممرات الدولية. وهو تهديد للاستقرار العالمي لأن تسييس الممرات المائية الدولية، خاصة تلك ذات الأهمية الاستراتيجية والاقتصادية مثل قناة السويس، يُضعف ثقة الدول في النظام الدولي ويُعزز ممارسات القوة على حساب القانون. ويمثل تصريح ترامب خروجًا على قواعد القانون الدولي العام، ويجب مواجهته بموقف قانوني مصري صلب، مدعوم بنصوص الاتفاقيات الدولية وأحكام محكمة العدل الدولية. فالقناة ليست فقط مرفقًا استراتيجيًا، بل رمزًا للسيادة والكرامة الوطنية."
قناة السويس ليست ممرًا خيريًا ولا هبة لأحد --المصريون يرفضون منطق الاستعلاء الملاحي
يقول الدكتور محمد خفاجى " في لحظة مفصلية يتقاطع فيها القانون الدولي مع مطامع القوى الكبرى، تعود قناة السويس لتتوسط مشهدًا سياديًا بامتياز. فالتصريحات المنسوبة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والتي تُلمح إلى وجوب مرور السفن الأمريكية عبر قناة السويس مجانًا، ليست مجرد رأي سياسي عابر، بل انتهاك ضمني لسيادة وطنية اكتسبت مشروعيتها بكفاح التاريخ ونصوص القانون الدولي."
ويضيف " إن قناة السويس ليست ممرًا خيريًا، وليست هبة من مصر للعالم. هي مرفق سيادي، أنشئ بدماء المصريين، وأمّم بإرادتهم، ويُدار وفق قوانينهم، ويخضع لاتفاقيات دولية تقر جميعها بحق الدولة المصرية في فرض الرسوم وتنظيم المرور."
ويؤكد المفكر المصرى " إن تصريحات ترامب، وإن بدت فردية أو شعبوية، تكشف منطقًا خطرًا يتمثل فى الاستعلاء الملاحي، ذلك الفكر الذي يرى في الممرات الدولية أدوات خاضعة للقوة لا للشرعية. لكن هذا المنطق يتكسر عند بوابة السيادة المصرية، المدعومة باتفاقية القسطنطينية، وقرارات الأمم المتحدة، وأحكام محكمة العدل الدولية التي كرّست حق الدول في حماية مواردها."
محاولة فرض المرور المجاني لسفن دولة بعينها تهدد بانهيار منظومة القانون الدولي البحري
يوضح الدكتور محمد خفاجى " إن محاولة فرض المرور المجاني لسفن دولة بعينها، لا تخرق فقط مبدأ المساواة، بل تهدد بانهيار منظومة القانون الدولي البحري. وإذا سُمح بهذا التجاوز، فما الذي سيمنع دولًا أخرى من المطالبة بامتيازات مماثلة مخالفة للقانون الدولى ؟ بل ما الذي سيحمي أي دولة من تدخل مماثل في ممراتها ومرافقها؟"
ويشير " إن قناة السويس اليوم ليست فقط ممرًا مائيًا، بل رمز لسيادة لا تُنتقص، وكرامة لا تُشترى، وشرعية لا تُباع. والرأى عندى أن الرد المصري لا يحتاج إلى ضجيج إعلامي بقدر ما يحتاج إلى موقف دبلوماسي وقانوني ثابت: السيادة أولًا والمجانية وهمٌ لا مكان له في الواقع أو في النصوص , وفي زمن التحديات الجيوسياسية، لا مجال للتنازل عن حق تنظيم المرور عبر قناة السويس وفرض الرسوم وفق السيادة الوطنية.".
قناة السويس ليست ممرًا مجانيًا، بل شريان سيادي بُني بدماء المصريين، و ليست قطعة من المياه الدولية بل مرفق سيادي محكوم بنصوص القانون الدولي، وقرارات الأمم المتحدة، واتفاقية القسطنطينية
يقول الدكتور محمد خفاجى " بينما يتغير شكل العالم من حولنا وتتشكل خرائط النفوذ السياسي والاقتصادي من جديد، خرج الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتصريح ناري، يدعو -فيما يشبه الفرض- إلى أن تمر السفن الأمريكية عبر قناة السويس مجانًا. وكأن مصر دولة بلا سيادة، أو كأن التاريخ توقف عند زمن الهيمنة الاستعمارية الذى ولى بلا رجعة "
ويضيف المفكر المصرى " ليعلم الجميع: قناة السويس ليست ممرًا مجانيًا، بل شريان سيادي بُني بدماء المصريين، ودُفع ثمنه من قوتهم وكرامتهم. هي ليست قطعة من المياه الدولية كما يحاول البعض الترويج، بل مرفق سيادي محكوم بنصوص القانون الدولي، وقرارات الأمم المتحدة، واتفاقية القسطنطينية، التي ضمنت لمصر حق إدارة وتنظيم المرور في هذا الشريان الحيوي، وفرض الرسوم على كل سفينة تمر فيه."
قناة السويس ليست هبة بل حق مصري خالص و"المرور الحر" ليس مجانيًا
يذكر الدكتور محمد خفاجى " لمن يتحدث عن "المرور الحر"، نقول: نعم، حر ولكن ليس مجانيًا. نعم، مفتوح ولكن بشروط. نعم، دولي ولكن تحت السيادة المصرية. والفرق بين هذه المفاهيم هو الفرق بين السيادة والتبعية، بين القوة والضعف، بين الحق والهيمنة."
ويضيف " إن قناة السويس ليست هبة، ولا منحة، ولا مكرمة من أحد. هي حق مصري خالص، وستظل كذلك، طالما بقيت في هذا الوطن قلوب تنبض بالعزة وضمائر تعرف قيمة الكرامة. فلتسمعها أمريكا ومن على شاكلتها من أراد العبور، فليدفع ومن أراد المجانية، فليبحث عنها في كتب الخيال السياسي."
تصريح الرئيس الأمريكى لا يعكس فقط جهلًا فادحًا بأبجديات القانون الدولي، بل يكشف عن عقلية استعلائية لا تزال تعيش في أوهام القرن الماضي
يذكر الدكتور محمد خفاجى " في مشهد يعيد للأذهان زمن الغطرسة الاستعمارية، خرج الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتصريح يطالب بمرور السفن الأمريكية عبر قناة السويس "مجانًا". وهو تصريح لا يعكس فقط جهلًا فادحًا بأبجديات القانون الدولي، بل يكشف عن عقلية استعلائية لا تزال تعيش في أوهام القرن الماضي. لكن مصر، الدولة ذات السيادة، تقولها بوضوح أن قناة السويس ليست هبة، ولا منحة، ولا خضوعًا لقوة عظمى، بل هي شريان مصري خالص، دُفع ثمنه بدماء أبناء الوطن."
ويختتم المفكر المصرى الجزء الثانى " أن تصريحات ترامب ليست زلة لسان، بل امتداد لعقلية استعلائية ترى أن ما لا تملكه يمكن أخذه بالقوة أو الضغط أو التهديد. لكن مصر اليوم ليست مصر الأمس. هي دولة تملك أدواتها، وتدرك موضعها، وتتحرك وفق منظومة قانونية دولية تمنحها الحق الكامل في رفض هذا الخطاب الصفيق."
نسخ الرابط للمقال
آخبار تهمك
الثقافة بسوهاج تحتفي بإبداع الشاعر الراحل أحمد عبد الحليم القاضي
04 مايو 2025 05:58 م
محافظ الدقهلية يتابع جهود التعامل الفوري مع سقوط الأمطار
04 مايو 2025 05:56 م
الأكثر قراءة
-
تعرف على حالة الطقس اليوم الأحد 4 مايو 2025
-
فى ذكري وفاته.. ما لا تعرفه عن موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب
-
محافظ سوهاج: إزالة 152 حالة تعدٍ على الأراضي الزراعية وأملاك الدولة خلال أسبوع
-
يتصدرها مباراة تشيلسي ضد ليفربول.. مواعيد مباريات اليوم الأحد والقنوات الناقلة
-
التعبئة والاحصاء: تراجع وفيات حوادث الطرق 10.3% في 2024
أكثر الكلمات انتشاراً